الأربعاء، 19 فبراير 2014

هي #3



لم تكن وحدها .. حولها الكثير .. كانت شمسا دافئه تنير الطريق لمريديها !

تقف شامخه في مركز كل شئ و للجميع .. يدورون حولها في مدارات .. و لكن المدارات دوما حدود .. مسافات .. لا يخرج كوكب للقاء شمس .. لكن لا يفارقها .. سخريه الاقدار

و لكن لم تفهم ابدا و لم تجرؤ على السؤال .. هل هي وحيده , لم تكن اماً اختاً او ابنه ..
كانت مختلفه .. مبتسمه .. متفهمه .. كانت صديقه متعدده الادوار .. تصلح دائما لذلك الدور .. مثل عبدالسلام النابلسي .. يعرفها الكثير .. يحتاجها الابطال لاتمام القصه و انقاذ الموقف ..
او اسوء كانت تدور احداث حياتها .. وراء الكاميرا .. او اسوء و اسوء .. كان دورها ان تصفق و تهلل كالمشاهديين
و تعود الي موقعها .. حدودها .. موطنها !

لناخذ جوله في موطنها .. لسعه برد .. نسيم ذو رائحه نيليه .. و اخيرا براح
هنا كانت اخر مره خرج كوكب ما عن مداره و جاء الي جوارها .. فاحترق .. تذكره .. يقف جانبها على ضفه النيل في اسوان .. يعدها انه لن يتركها .. لن ييأس .. و لكنه حلّق بعيدا .. دون وداع .. فلطالما حلقت الطيور المتشابهه .. سويا !

لطالما كانت فريده .. لا تشبه احد .. ربما تعتقد ان ذلك هبه من الخالق .. لكنه .. ابتلاء
كن فريد .. مختلف .. وحدك .. و اسعد .. !!!

يعتقد البعض انها استسلمت و انها مخطئه .. لكنها مشتاقه لذلك الدفئ الآمن .. لا يحرق .. حضن أم قد يحل هذه المأساه .. من يتفلسف بان لم يكن لديها اختيار .. فهو احمق
لقد اختارت ان تتجه الى اعلى .. لقد اختارت ان تحلق .. لقد اختارت ان تعود الى رحم امها .. بذره تنمو مجددا .. و فرصه جديده

حلّقت نحو كيان احن .. حلقت لتكسر مدارات لطالما حاوطتها ..
لم تكن تعلم ان تحليقها نحو السماوات .. سيصنع مدارات حولها في قاع النيل ..
و لاخر مره تترك اثر .. لن يشعر به غير .. "حابي" .. توأمها .. جالب السعاده ..

قررت ان تنطفأ ... حتى يتوقف ذلك الألم .. قد تبدو لك الشمس دافئه .. لكنها تحترق !

السبت، 15 فبراير 2014

هي #2

تعرفه عندما يفشل في اقناعها .. عندما يكذب .. 
عندما يلعب اخر اوراقه يتحدث بالانجليزيه ..

"أنتي عارفه انك لازم تتكلمي مش كده .. sharing is caring .. 
this is not fair at all .."

تمسك بيديه .. ترتبت عليهما و تنظر ليد قاتلها جيدا .. تحفظ تلك الطرق النافره في يديه .. تعبرها بعينيها .. فتذكرها بكل ما نفرها منه .. ثم تحتضن وجهه بكفيها و تنظر جيدا لعينيه . 

" i know .. i do not share .. coz i do not care"

تطلق رصاصتها الاخيره .. و ترحل
تعرف انها راحله بلا عوده .. تشعر ان ضلع ما قد انخلع من مكانه _مؤلم_ .. لكنه ذلك البراح المؤلم . اما بالنسبه له .. لم و لن ترحل !
من المدهش ان تتحول بعض الاكاذيب لكثره تكرارها .. الى حقيقه
من المدهش ان تتحول بعض الرهانات الحقيره .. الى دين يجب سداده يوما ما

قد تكسر حواء لنفسها ضلعا .. لا لتنصاع و لا لتطيع
ربما لتتيح لقلبها ان يخفق ب "حريه"

الأربعاء، 12 فبراير 2014

موس حكمت حفر طريق ...




تجلس متوتره على الشازلونج ..تضم ساقيها كتشبث اخير بفتات ما .. جسد تلاعب به الهزال ليكون مرتع لكل ما هو حزين ..خاتم زواج باهت فقد بريقه من مدهكحل موضوع بلا عنايه .. احمر شفاه احمر داكن وكانه دليل انها لازالت انثى
.............. 

انا اسمي عفت ... عفت بنت راضيه ...
مش بحس براحه وانا بقول اني عفت عبدالرحمن ... "تتنهد" اصل انا مش عفه حد ! 
تحب تسمع ايه ؟؟! .. حاجه تضحك و لا حاجه تبكي ... يعني عندي حاجات مسليه اللي انت تحبه 

= طفولتك ؟! 

عادي يعني ... زي اي طفله بتحب تلعب بالعرايس و تلبس جزمه امها .. و تتكعبل و تقوم تلبسها تاني .. و البس طرحه الصلاه على انها طرحه فرح ... مش عارفه مستعجله ليه 
يوم كنت لابسه جزمه زي العاده مش على مقاسي .. بس المره دي كانت عاليه .. عاليه أوي 
وقعت اتعورت و لجل الحظ تمرضني جدتي .. 

=وبعدين ؟! فين المشكله ؟!

"تندهش و تتسع حدقه عيناها أوسع ما تكون" .. المشكله يا دوك اني كنت ست سنين .. ست سنين بس ! 

=و هما الست سنين مبيتعوروش ... ؟! 

كنت فاكره انهم مبيطاهروش !! .. كنت فاكره اني هاقوم و العب تاني واقع و اقوم ... 
بس ستي قالت ان الاوان .. و ان عودي باينوا هيبقى فاير .. و ان مينفعش نستنى لا ميتقدرش عليا ... تفتكر ايه الي اوحالها بده .. لون الدم مثلا ؟! 

= و بعدين .. .! 

ستي وعدتني انها هتعملي شوربه الارنب اللي بحبها .. اكمن امي مابتطقش ريحتها .. و هتجبلي كوز عسل من اللي بحبه .. لو سمعت الكلام و خصوصا كلام أبله حكمت .. الممرضه !!! ... و اه انا كنت مستعده اعمل اي حاجه قدام اغراءات كوز العسل .. 
جت حكمت ... زي القضا المستعجل ... و هنا تبتدي تسال نفسك ليه الناس دي مبتتاخرش في السكه زي اي حاجه بنستناها ليه "مستعجل" ... تفتكر ايه الحكمه ؟! 
مطولش عليك .. قماشه بيضه ع الفخد ده و اختها ع الفخد التاني .. و أمي حضناني .. مش زي كل مره لجل الامانه .. كان حضن من اللي بيوجع .. و يكسر الضلوع .. حد فينا كان موجوع .. و التاني هيتوجع .. 
"سنِ موسك يا حكمت ... عاوزينها تشرفنا" .. عمري ما عرفت هشرفهم ازاي .. هلعب بالعروسه اكتر و لا هبطل شقاوه .. و ازاي هبقى عروسه .. و ليه ابقى عروسه ما شريفه بنت عمي عروسه .. و انا عندي عرايس كتير في الدولاب .. ليه أنا .. 

=بتضحكي و تعيطي ؟؟! ما تركزي ف حاجه واحده 

اصل انت سمعت الدراما كلها .. تسمع بقى اللي يضحك ! اللي يضحك اني و اخيرا عرفت ف اليوم ده ليه ماما مابتكلش الارانب ... وليه ريحته كانت بتقلب كيانها .. و ليه كانت رجليها مضمومه دايما زي قضبان السجن .. و ليه جالها السكر من كتر عياطها عليا .... و ليه سموها راضيه . 
موس حكمت علِم ف عقلي ... عارف لما الدكتور بيقطع الحبل بين الام و الجنين ... موس حكمت رسم حبل اقوى بين راضيه و عفت ... حفر طريق مامنوش رجوع ! 
"اللي اتبتر ما يتصلحش" ... و اللي اتحفر مامنوش مفر .. بس الطريق ده بيضيق كل يوم 
يتهيألي في يوم انه هيكون .. قبر 
.................

اخذت تنكمش تنكمش حتى اصبحت في وضع الجنين ... ترتعش اصابعها لتخطئ مكان دموعها في كل محاوله يائسه للتماسك .. من يعلم .. قد اضرب الرقم القياسي في الاستشارات الزوجيه يوما ما .. التي تحكي عن كل ما لا يخص الزوجيين ! .. تلملم اشلائها و روح جرحه سلاح بارد بعينين تائهه و كانها تبحث عما اخذ منها عنوه .. كم رغبت ان اقول لها .. ان تصرخ و تكسر ذلك الحذاء الانيق ... و لكنني اكتفيت باخبارها عن موعدنا القادم ... 
ترحل و تجر خلفها اذيال من الحنق و الغضب ... و الخيبه !